judo wave arab jpg

 

الدفاع الممنهج  و درجاته

المواجهة و مراتبها السيكولوجية و التكتيكية و الفنية  

 

 

           قـــــــاعــــــد ة :    أفضل  مصارع  هو  الذي يتقن اجتناب الصراع حتى عدمه ¹ 

 

 

 

حــــكــــمــــــة   :    الإبتعاد الدائم عن الصراع و المواجهة المذمومة و البحث عن التناسق و التآلف المحمود

 

 

 

المقدمة : 

إن أغلب الفنون الدفاعية و المعروفة باسم ( الفنون القتالية )2 ترتكز في مناهجها أساسا على الصدام و الصراع العملي التطبيقي المبني على التضاد و عدم الاعتناء بفنيات التآلف و التناسق الحركي مع تجاهل و غياب كامل لمراحل ما قبل التماس (  أي مرحلة اللمس ، الضرب و الوكز ) هذا المنهاج للأسف يكرس في نفسية اللاعب الغلظة و العدوانية المفرطة و يصبح لا يرى في نفسه إلا جانب الصلابة و القوة فلا يعبأ بما يمتلك من قدرات مرنة ، نفسية و عقلية ، تمكنه من الوصول إلى الهدف المنشود بأقل التكاليف و الأضرار ، لذا رأيت من الواجب و من باب المسؤولية أن أبين التوجه الذي يعتمده فن المونوتييزم في طريقته الدفاعية حسب تدرجه الممنهج مع إحترام جل المراحل المتاحة من مرحلة الصفر إلى المرحلة السيكولوجية و حتى المرحلة الحركية

سأقوم في هذا البحث ببسط المراحل المتوصل إليها حتى الآن محاولا بيانها بدقة مع الإشارة إلى بعض الأمثلة العمل

كما تجدر الإشارة إلى أن هذه المنهجية الدفاعية في رياضة المونوتييزم بمراحلها التامة لا تقتصر على مجال الفنون الدفاعية فحسب بل يمكن استعمالها في كل مجالات الحياة اليومية ( المجال الاجتماعي ، المجال الاقتصادي ، المجال التربوي ، المجال الديني  ….) و سيتم بيان ذلك في أبحاث و نظريات مدروسة  لاحق

إن رياضة المونوتييزم ترتكز أساسا على عدم الاصطدام بالآخر و تعتمد مبدأ اللين و التعامل السلس و الحكيم سواء عند الدفاع الخالص أو الدفاع الهجومي و في ذلك مراحل و مراتب عدة يجب على المرتاض أن يحترمها و يتقنها حسب الأولوية و هنا تكمن الخبرة و الحنكة لدى ممارسي رياضة المونوتييزم

 بداية ، إليكم سرد كامل للمراحل الخاصة بالدفاع الممنهج بشكل عام : وهي

 

 هيكلية الدفاع الممنهج و درجاته

 

  المرحلة الأولى :

    مرتبة الصفر

 

         – درجة الإجتناب العام

        – درجة الإجتناب الخاص

 

المرحلة الثانية :

   مرتبة ما قبل الكلمة

 

  • الدرجة الأولى : استغلال المكان و الزمان

    الدرجة الثانية : الحاجز الأخلاقي

    مرتبة الإشارة :   –  التبسم في الوجه …

المرحلة الثالثة :

  مرتبة صدى الكلمة

 

  • الدرجة الأولى : تجلي السلام

  • الدرجة الثانية : المبادرة  و هجوم السؤال

المرحلة الرابعة : 

مرتبة المواجهة

 

الدرجة الأولى : المراوغة و إحداث الفراغ

الدرجة الثانية : المسايرة و الاستغلال

الدرجة الثالثة : دفاع التماس

الدرجة الرابعة : دفاع التماس التنبيهي

الدرجة الخامسة : دفاع الصد (التجميد ، الشلل)

 

 

التفصيل  :

 

 

مراحل استعمال الطاقة الجسمية (3) ( النفسية  و البدنية ) عند المواجهة  :

 

المرحلة الأولى:

مرتبة الصفر أو ( مرتبة الفراغ ) :

يحكمها التوقع و التخمين و منها الإحتياط  (4) ، وهي أول نقطة دفاع بالأساس و فيها درجتان :

1 :  (درجة أولى) :  درجة الإجتناب العام :  وهي درجة تزيل احتمال التصادم من أساسه ، و لكي تتضح الصورة أكثر، أضرب لكم مثال واضح و الأمثلة كثيرة و متعددة في هذا المجال

فمثلا : عُدُولُكَ عن الخروج من البيت ليلا لقضاء حاجة غير ملحة ، و بالإمكان قضائها نهارا . هذا التوجه العام يجعلك في راحة دائمة واطمئنان بعيدا كل البعد عن المناوشة والصِّدام .

2 : (درجة ثانية) :  درجة الاجتناب الخاص : و تأتي بعد تخطي الدرجة الدفاعية الأولى المذكورة آنفا . وهي بمرتبة الصمت و عدم الظهور (5)    

و لكي نفهم بسهولة هذه المرحلة من الدفاع سننطلق من نفس المثال الذي ذكرناه سابقا إلاَّ أنك مجبر هذه المرة على الخروج لقضاء حاجتك في تلك اللحظة فالأمر لا يقبل التأجيل، و من هنا تبدأ درجة الاجتناب الخاص .

فعليك أن تحسن اختيارك للمكان و الزمان : فالطريق الذي ترى فيه أي درجة من الخطر ، كأن يكون مظلما مثلا أو غير مأهول … فتحاول اجتنابه لتختار أفضل و أسلم الطرق للوصول إلى الهدف ، و هذا هو المسمى بالتحكم و التوظيف المكاني .

و إن كنت في طريقك و رأيت عن بعد بعض الوجوه الغير المُطَمْئِنَة (المشتبهين) ، تحاول الابتعاد عن لقائهم و اجتناب مواجهتهم بأن تراوغ وجهتك حسب الإمكان و دون إشعارهم بذلك و هذا هو الاجتناب المكاني ، أما إذا كنت مُجْبَرًا للمرور أمامهم و تخطيت مرحلة الاجتناب المكاني فبإمكانك أن تستعين بمرحلة الاجتناب الزماني الذي قد يغير بعض التفاصيل المهمة ، و لكي يسهل الفهم ، إليك مثال مبسط للاجتناب الزماني :

إن كنت مجبرا على المرور أمام نقطة الشبهة (اعتراض المشتبهين) ، بإمكانك مثلا أن تستغل كل ما هو حولك (نظرية استغلال المحيط) من معين أدبي كأن تلاحظ بأن خلفك رجلا أو اثنان بإمكانك الاستعانة و الاستئناس بهم لكنك و حسب نسق خطواتك قد تصل إلى نقطة الشبهة التي أمامك و لمَّا يصل إليك المؤنس بعد ، فتقوم بحركة تبدو تلقائية في ذاتها وهي أن تتوقف للحظات بتعلة ربط الحذاء أو تعديله أو نفض الغبار العالق على ذيل السروال (نظرية التوظيف الزماني) و إثر وصول المعين الأدبي المذكور بقربك تقوم بمرافقته و ذلك بمواصلة المشي معه و بجانبه مع استدراجه للتحاور معك ، كأن تسأله مثلا عن التوقيت ثم تحاول أن تطيل معه الحديث بأسئلة أخرى عامة حتى تتعدى برفقته نقطة الشبهة التي تواجهك إلى أن تبتعد عنها مستندا و مستعينا بالصحبة الشكلية و هذا التوظيف و التحكم الزمني لترتيب الأحداث يفتح لك أبواب كثيرة جدا لو تأملت .

المرحلة الثانية :

مرتبة  ( ما قبل الكلمة )

مراحل سيكولوجية (نفسية) و سوسيولوجية  و تنقسم إلى درجتين  

1 : (الدرجة الأولى) :  مرتبة استغلال المكان و الزمان:

دون اتصال لفظي مباشر مع المشتبه   (مثلا :  تسير في زقاق خال من الناس و رأيت أمامك شاب لا يطمئن مظهره قادم في اتجاهك يريد الشر ، ردة الفعل في هذه المرحلة تتمثل في الوقوف أمام باب منزل من المنازل المجاورة لك قبل وصول الشاب المشبوه إليك مع الطرق على الباب بطريقة واضحة و مسموعة  و القول بصوت مرتفع : محمد افتح الباب أنا أخوك الهادي  و تكرر القول الهادي ، قتلك الهادي الهادي  ما بك يا محمد افتح هيا …) عندها سيعدل العدو على مواجهتك خوفا من خروج صاحب المنزل فيكمل بذلك طريقه عادلا على فعلته . و أما في صورة إذا فتح أحد الباب فعندها حاول أن تخاطبه بصوت منخفض و بهدوء مع الابتسامة سائلا صاحب البيت هل هذا سيدي بيت محمد الفلاني مثلا و حاول أن تشده في الكلام حتى يمر الخطر الممكن كأن تعطي وصفا لمن تبحث عليه كـــــ   يعمل أستاذا يدرس في معهد قسنطينة عجبا …..)

و في صور عدم ملائمة المكان للوصف الذي أشرنا إليه كوجد باب منزل قريب منك فعندها عليك بالمرور إلى الدرجة الدفاعية الثانية وهي :

2 : (الدرجة الثانية) : مرتبة الإشارة  و الحاجز الأخلاقي :  ( الفطري )

هذه الدرجة تعتمد على الجانب السيكولوجي بالأساس

( مرتبة الإشارة ) (6)  :  وهي أن ترسل إشارة توهم بها المشتبه بأنك تمتلك من القوة و النشاط و الثقة بالنفس و بأنك قادر على الدفاع عن نفسك بكل سهولة  مع التبسم في وجه المشتبه كأنك تعرفه مشيرا إليه بالسلام و ذلك بهمس الرأس و الحاجبين  …

المرحلة الثالثة :

مرتبة ( صدى الكلمة  )

لا نزال في المرحلة السيكولوجية النفسية و السوسيولوجية  و هذه المرتبة  فيها درجتان

1 : (الدرجة الأولى) :  مرتبة تجلي السلام

( أفشوا السلام تسلموا … )

إفشاء السلام يقلل و لو بنسبة صغيرة إمكانية الاعتداء عليك و فيه أنواع و طرق كثيرة حسب الحاجة فمثلا إلقاء الكلمة في وجه المشتبه بقولك : (السلام عليكم) توحي بالإحترام و التقدير أما قولك بسرعة و بدون انقطاع بين الكلمات : (السلام عليكم كيف الحال سيدي لا باس الحمد لله ، الله يبارك لك …) مع خطا سريعة يجعل المشتبه مستغربا في قرارة نفسه و كأنك ممن يعرفونه جيدا فيعدل عما كان في نيته من الاعتداء خاصة إذا أسندت خطابك بــــ( كيف حال الجماعة لا باس)

بالطبع من الأفضل و الأكيد أن يكون كلامك بنفس منطق المشتبه حتى يكون وقعه في الأذن معهود كلغتنا الدارجة فمثلا عوض عن (كيف حال الجماعة لا باس) تقول : (إِشْنَحْوَالْ الجماعة لباس)

2 : (الدرجة الثانية) :   مرتبة المبادرة  و هجوم السؤال (7)

( مرتبة المبادرة بالسؤال المفاجئ و المفهوم واللين … محاولة تغيير وجهة التفكير للمعتدي ….خلق فترة زمنية من الجمود المفاجئ المصحوب بالبحث و التفكير في ذهنية المشتبه للرد على سؤالك …)  فمثلا أن تلقي عليه فجأة و بسرعة و دون تقاطع  في الكلمات سؤالك المبطن و المخدر (هجوم السؤال) بقولك : من فضلك هذا منزل السيد فلان بن فلان رئيس مركز الشرطة الإقليمية ؟ و تحاول إبراز كلمة رئيس مركز الشرطة إما بصوت مرتفع قليلا أو بتكرار هذه الكلمات الحساسة في نفسية المشتبه.

ملاحظة : مع العلم بأنه بالإمكان استعمال المرتبتين معا و في نفس الوقت مرتبة تجلي السلام و هجوم السؤال

المرحلة الرابعة  :

مرتبة  المواجهة

هي مرحلة الدرجات الحركية (البدنية)، تعتمد على الفنيات الدفاعية

 و تنقسم إلى خمسة درجات 

1  : (الدرجة الأولى) : مرتبة المراوغة و إحداث الفراغ :  ( بدون لمس ) : esquive    ( رسم الحرف ) 8

من إيجابيات هذه المرتبة الدفاعية إيصال المعتدي إلى مرحلة التعب و الانهيار الذهني و البدني، و بذلك يصبح سهل الانقياد و التحكم

و تعتمد على أربعة محاور وهي :

  • التوقع و الحذر

  • التنقل (التوازن – إفقاد التوازن)

  • المرونة (العنق ، الجذع ، الحوض …)

  • السرعة (سرعة رد الفعل)

2  : (الدرجة الثانية) : مرتبة المسايرة و الاستغلال  :      ( رسم الكلمة ) 9

مسايرة قوة ( المنافس ) (المعتدي)  و استغلالها للدفاع ، عدم الصدام و المقاومة المضادة مع استغلال اندفاع و قوة المعتدي للوصول إلى هدفك المنشود ألا وهو السلامة و الأمان مع انعدام الأضرار .

3  : (الدرجة الثالثة) : مرتبة دفاع التماس  :      ( رسم الكلمة مع التنقيط ) 10

دفاع التماس أو ( الدفاع مع اللمس و المحاذاة )

هي فنيات حركية تتميز بمجاورة و محاذاة الهجوم مع اللمس و الاحتكاك الخفيف معتمدا بالأساس على شيء من المهارات الخاصة بالمرتبة الأولى في هذه المرحلة ألا وهي المراوغة و إحداث الفراغ.

4 : (الدرجة الرابعة) : مرتبة دفاع التماس التنبيهي :    (رسم الكلمة مع التنقيط و الشكل اللازم ) 11

هو الدفاع مع اللمس و التنبيه ، و هو دفاع صلب ، و يعتمد على العديد من الفنيات الحركية الخاصة و التي لا بد أن تكون محسوبة و بمقدار جيد حتى لا تتخطى حدها المسموح .

 

5  : (الدرجة الخامسة) : مرتبة دفاع الصد و التجميد :       ( رسم الكلمة مع التنقيط و الشكل التام ) 12  

و هي آخر مرتبة في سلسلة الدفاع بعد فشل كل المراحل والمراتب السابقة مع استكمال كل درجاتها ، مرتبة دفاع الصد و التجميد لا تستعمل إلا عند الإحساس الحقيقي بأن حياتك في خطر ، هي مرحلة تجميد المعتدي و الوصول به إلى الشلل التام  و تعتمد على فنيات خطيرة و سرية ، فبينها و بين الموت خيط رفيع لذلك تدرس هذه الفنيات بكل دقة و خصوصية بعد وصول المرتاض (الرياضي) إلى أعلى درجات التدريب بعد عناء و جهد كبير و يكون قد اكتسب من الحكمة و الكمال بما يجعله طامسا لذاته و مظهرا لغيره …

هذه المرتبة الأخيرة تعتمد على فنيات دقيقة و خاصة وهي موصولة بعلوم واختصاصات أخرى مثل : (علوم الجهاز العصبي … و علوم مراكز الشل و التعطيل  … و كذلك علوم التنويم المغناطيسي السريع … و علوم الإيحاء التجريبي و …. )  .

 

 

 

                                                                                    رمـــــزي  شــبـيــــل  

 

——————————————————————————————————

للتوضيح 

(1) : ليس معنى ذلك أن كل من قاتل أحد أو صادمه فهو مقاتل سيء و لكن معنى هذه القاعدة النظرية هو أن لا يلجأ الفرد إلى القتال إلا بعد فشل كل المحاولات وانسداد كل الأبواب أمامه بحيث لا يبقى لديه إلا خيار واحد بل لا يبقى لديه إلا لزام واحد ( و هذا اللزام لا يجب طرحه في بيداغوجية التلقين لدى الناشْة إلا بعد إستيفاء كل التمارين و الرياضات الأولية اللاصدامية )

والمثال النموذجي لهذا النهج و الخُلُق الراقي هو عمل الرسول الأكرم (ص) حيث كان حريصا على أن لا يُقتل على يده أحد ، و التأريخ يؤكد ذلك حيث لم يقتل على يد رسولنا الأكرم في غزواته إلا رجل واحد وهو (أمية بن خلف) الذي أصر على قتل الرسول الأكرم . كما كان رسول الله (ص) حريصا على عدم لجوء أصحابه إلى القتل و سفك الدماء حتى في ذروة مراحل القتال فما بالك بغير مواقف الحرب و الصدام  و الشواهد على ذلك كثيرة مثلا :

حديث جابر الذي ذكر فيه :  إثر غزوة ذات الرقاع أنهم إذَا أتوا على شجرة ظليلة تركوها للنبي (ص) لكي يستريح تحت ظلها فجاء رجل من المشركين يقال له غورث بن الحارث و سيف النبي (ص) معلق بالشجرة فاخترطه (أي سله من غمده) ثم قام على رأسه الشريف بالسيف فقال من يمنعك مني، قال (ص) : الله   عز و جل ، فسقط السيف من يده ( و في رواية أخرى :  فشام السيف أي أبعده أو رده في غمده ) فأخذه رسول الله (ص)  و قال : من يمنعك مني ، قال كن خير آخذ فقال رسول الله (ص) أتشهد أن لا إله إلا الله ، قال لا و لكني أعاهدك أن لا أقاتلك و لا أكون مع قوم يقاتلونك ، فخلى (ص) سبيله ، قال فذهب إلى أصحابه قال قد جئتكم من عند خير الناس …

و ذكر الواقدي أنه أسلم و رجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير .  ( و الحديث في صحيح مسلم و البخاري و مسند الإمام أحمد و في السنن الكبرى للبيهقي و في المستدرك للحاكم و ….)

و في واقعة أخرى عن أسامة بن زيد حيث قال : بعثنا رسول الله (ص)  سرية إلى الحرقات فنذروا بنا فهربوا فأدركنا رجلا فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله ، فضربناه حتى قتلناه فذكرته للنبي (ص)  فقال من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة فقلت يا رسول الله إنما قالها مخافة السلاح فقال (ص) : أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا ، من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة فما زال يقولها حتى وددت أني لم أسلم إلا يومئذ . ( و الحديث في صحيح مسلم و في سنن أبي داود و في مصنف ابن أبي شيبة و في السنن الكبرى للبيهقي و … )

(2) :  تسمية هذه الرياضات  بالفنون القتالية هي تسمية جائرة ( غير عادلة ) و المؤسف حقا أن العديد من المختصين في هذا المجال يتبنون هذه التسمية و يستعملونها سواء في كلامهم  أو في مؤلفاتهم  و الحقيقة غير ذلك تماما ، فهذه الرياضات تعتبر دفاعية بالأساس و الغاية منها الدفاع عن النفس و ليس القتل فالإنسان الذي يصل إلى درجة مميزة من القدرة على الدفاع العملي بعد مشوار طويل من التمارين البدنية و النفسية مع اكتساب مهارات فنية فعالة تحقق له الثقة بالنفس بنسبة كبيرة تجعله مطمئنا عند المواقف الصعبة حكيما في تصرفاته .

(3) :  الطاقة الجسمية : المراد بها كل من الطاقة النفسية الروحية و الطاقة البدنية لأن كلمة جسم أشمل من كلمة بدن فالبدن هو الشيء المقتصر على المادة أما الجسم فله أبعاد أشمل و قوله تعالى في حادثة غرق فرعون (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية و إن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون) يونس92    فالبدن هو الشيء المادي البحت الذي فارقته الروح كما في تفسير الشيخ بن عاشور حيث يقول  والبدَن : الجسم بدون روح وهذا احتراس من أن يظن المراد الإنجاء من الغرق. أما الجسم ففي قوله تعالى واصفا طالوت الملك (قال إن الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم) البقرة 247  فالجسم بأبعاده أعم من البدن ،  و الله أعلم   .

(4) :   هذه المرتبة من الدفاع مستوحات من الآية : قال تعالى ( وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )  (يوسف – الآية 68)

(5) :  هذه الدرجة الدفاعية مستوحات من قوله تعالى ( و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون )  (يس الأية 9)

(6):  مرتبة دفاعية مستوحات من قوله تعالى  :   ( قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ )

(7): مرتبة تأثير السؤال وهي مستوحات من قوله تعالى  : (  عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ  ) ( النبأ – الآية 1 ) ( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ )  (الأعراف – الآية 163)

8 – 9 – 10 – 11 – 12 :  لفهم المقصود من العناوين المطروحة لا بد من الاطلاع على فلسفة رياضة المونوتييزم التي تعتقد بالعلاقة و الروابط الكونية من جهة المعنى و المصداق  بين مختلف مجالات الحياة ، ففي هذا المثال تبرز علاقة التماثل المعنوي التصويري بين مراتب الدفاع و مراتب الكلمة  فمرتبة رسم الحرف الدفاعية تماثل المعنى الحرفي في اللغة ، فالحرف يوحي بالفراغ المعنوي فلا دلالة له و لا معنى له في ذاته و هو مجرد و غير مفهوم بمفرده ، فحرف الألف مثلا لا معنى إسمي له في الذهن كما هي مرتبة المراوغة و الفراغ التي تشتت ذهن المعتدي و تجعله مرتبكا مبهم  الهدف عاجز . فالمعتدي لا يجد أمامه مجسما لإيصال وكزاته بل يجد الفراغ عند كل محاولة هجومية. و للتعمق في هذه النظرية يرجى الاطلاع على البحث المبرمج قريبا في نفس هذا الموقع www.monotheisme.net  تحت باب تأملات (AUTRE) – السنن الكونية (LOIS UNIVERSELLES  ) وكذلك من باب المصاديق مثال تطبيقي تحت باب الكاتا (KATA) – فنيات السيف (KATA AVEC SABRE) .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
© 2016 monotheisme. All Rights Reserved.