_DSC1954

السيف و القلم

 

 

 

الـسـيـــــــــــف   و   الــقــلــــــــــــم

 

 

كـمـــا ينطــق القـلــم     يخـــط السـيــــف

 

 

أساس الخط العربي و ركائزه تكمن في حروفه و كلماته، دون التنقيط و الشكل ، فالمخطوطات القديمة العهد ، كان خطاطوها يرسمون الحروف و الكلمات العربية ببساطة و سهولة،  و ذلك قبل ابتداع التنقيط و الشكل . و لتسهيل القراءة و الوصول إلى المعنى الدقيق دون عناء و تخمين من قبل القارئ، وُجِد التنقيط و الشكل في مراحل متأخرة.

فمع مرور الزمن و تطور العلوم و تشعبها، من جهة ، و تدني المستوى العام للغة العربية عند أهلها، من جهة أخرى ،  أصبحت كلمات اللغة العربية مبهمة و متشابهة و في بعض الأحيان متماثلة حتى أصبحت للجملة الواحدة معاني متعددة و قد تكون متناقضة في بعض الاحيان و الأمثلة كثيرة ، فكلمة ( سهر ) دون اعتماد التنقيط و الشكل قد يراد بها ( سَهَرَ أو شَهَرَ أو  شَهَّرَ أو شُهِرَ أو شَهْرٌ أو … ) مثال آخر لكلمة ( قتل )، دون اعتماد التنقيط قد يراد بها  ( قبل أو فتل أو قيل أو فيل أو فنل أو … ) مثال آخر لكلمة  ( أزف ) فقد يراد بها ( أرف أو أرق أو أزق أو … )

ولذاك يصعب على المتعلم في عصرنا الحاضر قراءة و فهم المخطوط القديم و ذلك لخلو الخط العربي حينها من التنقيط و الشكل.

فالتنقيط و الشكل ليس أصلا في الخط العربي، و إنما هو فرع، اُحدث لتسهيل عملية القراءة و فهم مضامين الكلمات و الجمل، بأكثر دقة و أسرع وقت .

أما من أتقن اللغة العربية و شرب الخط العربي و اكتسب من البلاغة و البداهة و البيان … فليس في حاجة أكيدة إلى التنقيط و الشكل لفهم معاني الكلمات و منها الجمل .

كذلك في مجال فنيات السيف فالحركات الأساسية لأداة السيف إنما هي دفاعية بدرجة أولى، أما الحركات الهجومية فثانوية و فرعية، و من يتقن حركات الدفاع ليس في حاجة أكيدة لحركات الهجوم كالقطع و النحر و الجذّ و البتر و القص و الفصم وغيرها.

فالحركات الدفاعية أساسية و أصلية، وهي العمود الفقري لفنيات السيف ، كأصالة الحرف ثم الكلمة في اللغة العربية أما الحركات الهجومية الثانوية للسيف فهي هوامش و فروع كالتنقيط و الشكل بالنسبة للغة العربية .

فالتدريب على السيف في رياضة المونوتييزم، يعتمد بالأساس على الحركات الدفاعية للسيف بنسبة 90 % بالمائة من مجمل الحركات الفنية الخاصة به، سواء في التسلسل الحركي بالسيف (كاتا بالسيف)، أو في حركاته الفنية المنفردة .

و من الناحية البيداغوجية السليمة في تعليم فن السيف بالنسبة للمبتدئين و حتى المتمرسين ، يجب أن ينصب على الحركات الدفاعية بدرجة أساسية ، و لا تصل النوبة إلى الحركات الهجومية إلا في مراحل متأخرة، خاصة بعد الوصول بالرياضي إلى مرحلة الرصانة و النضج العقلي الرياضي …

                                                                                              رمزي  شبيل                                                                                                                                                                

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
© 2016 monotheisme. All Rights Reserved.